الأربعاء، 18 يوليو 2012

• دور الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم

يمكن للوسائل التعليمية ان تلعب دوراً هاماً في النظام التعليمي. ورغم أن هذا الدور أكثر وضوحاً في المجتمعات التي نشأ فيها هذا العلم، كما يدل على ذلك النمو المفاهيمي للمجال من جهة، والمساهمات العديدة لتقنية التعليم في برامج التعليم والتدريب كما تشير إلى ذك أديبات المجال، إلا أن هذا الدور في مجتمعاتنا العربية عموماً لا يتعدى الاستخدام التقليدي لبعض الوسائل - إن وجدت - دون التأثير المباشر في عملية التعلم وافتقاد هذا الاستخدام للأسلوب النظامي الذي يؤكد علية المفهوم المعاصر لتقنية التعليم.

ويمكن أن نلخص الدور الذي تلعبه الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم بما يلي :
أولاً: إثراء التعليم
أوضحت الدراسات والأبحاث (منذ حركة التعليم السمعي البصري) ومروراً بالعقود التالية أن الوسائل التعليمية تلعب دوراً جوهرياً في إثراء التعليم من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة. إن هذا الدور للوسائل التعليمية يعيد التأكيد على نتائج الأبحاث حول أهمية الوسائل التعليمية في توسيع خبرات المتعلم وتيسير بناء المفاهيم وتخطي الحدود الجغرافية والطبيعية ولا ريب أن هذا الدور تضاعف حالياً بسبب التطورات التقنية المتلاحقة التي جعلت من البيئة المحيطة بالمدرسة تشكل تحدياً لأساليب التعليم والتعلم المدرسية لما تزخر به هذه البيئة من وسائل اتصال متنوعة تعرض الرسائل بأساليب مثيرة ومشرقة وجذابة.
ثانياً: اقتصادية التعليم
ويقصد بذلك جعل عملية التعليم اقتصادية بدرجة أكبر من خلال زيارة نسبة التعلم إلى تكلفته. فالهدف الرئيس للوسائل التعليمية تحقيق أهداف تعلم قابلة للقياس بمستوى فعال من حيث التكلفة في الوقت والجهد والمصادر.
ثالثاً: استثارة اهتمام التلميذ وإشباع حاجته للتعلم
يأخذ التلميذ من خلال استخدام الوسائل التعليمية المختلفة بعض الخبرات التي تثير اهتمامه وتحقيق أهدافه.
وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معنى ملموساً وثيق الصلة بالاهداف التي يسعى التلميذ إلى تحقيقها والرغبات التي يتوق إلى إشباعها.
رابعاً: زيادة خبرة التلميذ مما يجعله أكثر استعداداً للتعلم
هذا الاستعداد الذي اذا وصل اليه التلميذ يكون تعلمه في أفضل صورة.
ومثال على ذلك مشاهدة فيلم سينمائي حول بعض الموضوعات الدراسية تهيؤ الخبرات اللازمة للتلميذ وتجعله أكثر استعداداً للتعلم.
خامساً: اشتراك جميع حواس المتعلم
إنّ اشتراك جميع الحواس في عمليات التعليم يؤدي إلى ترسيخ وتعميق هذا التعلّم والوسائل التعليمية تساعد على اشتراك جميع حواس المتعلّم، وهي بذلك تساعد على إيجاد علاقات راسخة وطيدة بين ما تعلمه التلميذ، ويترتب على ذلك بقاء أثر التعلم.
سادساً: تـحاشي الوقوع في اللفظية
والمقصود باللفظية استعمال المدّرس الفاظاً ليست لها عند التلميذ الدلالة التي لها عند المدّرس ولا يحاول توضيح هذه الألفاظ المجردة بوسائل مادية محسوسة تساعد على تكوين صور مرئية لها في ذهن التلميذ، ولكن اذا تنوعت هذه الوسائل فإن اللفظ يكتسب أبعاداً من المعنى تقترب به من الحقيقة الامر الذي يساعد على زيادة التقارب والتطابق بين معاني الألفاظ في ذهن كل من المدّرس والتلميذ.
سابعاً: يؤدي تـنويع الوسائل التعليمية إلى تكوين مفاهيم سليمة
ثامناً: زيادة مشاركة التلميذ الايجابية في اكتساب الخبرة
تنمي الوسائل التعليمية قدرة التلميذ على التأمل ودقة الملاحظة واتباع التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات. وهذا الأسلوب يؤدي بالضرورة إلى تحسين نوعية التعلم ورفع الأداء عند التلاميذ
بعض أجهزة عرض الوسائل التعليمية يعتبر جهاز عرض الشرائح (السلايد بروجيكتور) من الأجهزة العلمية التي شاع استعمالها أخيراً في المجال التربوي لسهولة تشغيلها من ناحية وسهولة إنتاج البرامج الخاصة بها من ناحية أخرى والتي يمكن للمعلم إنتاجها بنفسه إذا ما توفرت لديه الإمكانات، بالإضافة إلى سهولة نقله واستخدام الجهاز داخل الفصل مع ما يحققه استخدام مثل هذا الجهاز من شد انتباه التلاميذ للمادة العلمية المقدمة من خلاله.
وجهاز عرض الأفلام الثابته والشرائح (السلايد بروجيكتور) مجهز لعرض الصور الشفافة التي يمكن للضوء اختراقها فتظهر الصورة مكبرة على الشاشة أو على الحائط، وهو من أجهزة العرض المباشر.
استخدامات الكمبيوترفي التعليم
تطورت أساليب استخدام الكمبيوترفي التعليم وأصبح الاهتمام الآن منصباً على تطوير الأساليب المتبعةفي التدريس بمصاحبة الكمبيوتر أو استحداث أساليب جديدة يمكن أن يساهم من خلالها الكمبيوترفي تحقيق بعض أهداف المواد الدراسية.
وهناك مجموعة من المجالات المتنوعة التى يمكن أن يستخدم فيها الكمبيوترفي التربية ومنها  :
1)   كمادة دراسية: وفيها يصبح هو المحور الرئيسى للدراسة وتشمل دراسته الوعى بالكمبيوتر ومحو الأمية الكمبيوترية، وذلك عن طريق دراسة استخدامات الكمبيوتر المتعددة ومعالجة البيانات وتطبيقاته المختلفة وبرمجة الكمبيوتر ونظام تشغيله.
2)   كوسيله تعليمية: يُعد الكمبيوتر وسيلة متطورة لنقل وتوزيع العديد من المواد الدراسية لما له من خصائص تجعل منه آداة تعليمية فريدة وذات فاعلية، إذ يوفر خاصية التفاعل الايجابى بين المستخدم والكمبيوتر، كما يوفر العناية الفردية، كما يعد وسيلة حفز هائلة ويعمل على تنمية العديد من الاتجاهات التربوية.
3)   كأداة لحل المشكلات: ذلك أن استخدام الكمبيوتر لحل مشكلة تتضمن بعض المتغيرات يسمح بتحويل مركز الاهتمام من آليات الحل إلى العلاقات التى تدور حولها الدراسة،كما يُعَد تعليم برمجة الكمبيوتر اسلوباً هاماً يتيح للطلاب فرصة تنمية مهارة حل المشكلات.
4)   كأداة لتقديم المواد الدراسية: يُعَد الكمبيوتر أداة فعالة بين يدى المعلم الواعى والطموح، إذ يستطيع أن يستثمرهفي تقديم المواد الدراسية التى قد تستعصى على الفهم والإداراك بدون الكمبيوتر وإمكاناته، فيستطيع المدرس مثلاً أن يستغل ما يتيحه الكمبيوتر من إمكانات التلوين والرسم وتخزين البيانات واسترجاعهافي توضيح العديد من المفاهيم الصعبة.
5)   كمرشد ومدرب: يتميز الكمبيوتر بقدرة كبيرةفي مجال التعليم والتدريب على المهارات الأساسية، حيث يقدم ما تتطلبه المهارات من فرص التكرار والتدريب بداية من مرحلة تقديم المفهوم المحدد الذى تقوم عليه المهارة الأساسية إلى مرحلة تقييم آداء المتعلم و إرشاده.
ومع الاستخدامات المتعددة للكمبيوترفي التعليم ظهرت العديد من التصنيفات التى توضح الاستخدامات المختلفة لبرامج الكمبيوتر وترى العديد من الدراسات أنه يمكن تصنيف البرامج التعليمية إلى أربعة أنواع سوف يتم تناولها بشىء من التفصيل وذلك للوصول إلى أسلوب مناسب لإستخدامه في تصميم البرنامج المقترح وهي على النحو التالى:
أولاً: البرامج المُعَلمة  Tutorial  
والغرض منها تقديم كم معين من المعرفة للطالب تُعد جديدة بالنسبة له وهذا النوع يشبه إلى حد ما الطرق التقليدية كالكتاب أو شرائط الكاسيت والفيديو أو الشرائح أو المحاضرات، ومن خلال البرامج المعلمة يمكن للطالب أن يتعلم معارف جديدة أو يتحقق من صحة معلومات سابقة أو يتم تعزيز استجاباته الصحيحة أو تصويب أخطاءه، وهذا النوع من البرامج هو من أكثر برامج الكمبيوتر إنتشاراً، ويمكن من خلاله تقديم مفاهيم أو مهارات أو معلومات جديدة للمتعلم ليدرسها بمفرده، كما يمكن تقييم آداء الطالب إما من خلال عمله مع البرنامج أو بالطرق التقليدية - أو أسلوب الورقة والقلم - بحيث يمكن توجيه الطالب لإعادة دراسة جزء معين أو لدراسة موضوع آخر يمكن أن يساعدهفي دراسة الموضوع الحالى.
خصائص البرامج المعلمة :
يتصف هذا النوع من البرامج بأنها تعمل على توجيه المتعلم لدراسة المعلومـــات بشكل منظم، كما تعمل على مساعدته وتوجيهه بعد إنتهاء الدراسة وأثناءها عن طريق التغذية الراجعة مما يساعد على تحقيق أفضل ناتج لعملية التعلم. وتعتمد هذه البرامج على أنشطة معينة مصممة لتوجيه ومساعدة الطالب على متابعة المادة التعليمية من خلال شاشة الكمبيوتر، وتستعين هذه البرامج بشكل أساسى بالرسوم المتحركة والمؤثرات الصوتية وتعتمد على تقديم المعلومــات بشكل متكامل بحيث لا يحتاج الطالب للرجوع إلى أى معلومات أخرى غير موجودةفي البرنامج.
مميزات وعيوب البرامج المُعلمة :
يُعَد هذه النوع مفيد جداًفي تعليم الحقائق والقوانين والنظريات وتطبيقاتها، كما يسمح للمتعلم بالانتقال والتقدمفي البرنامج حسب قدراته الذاتية ومتطلباته التعليمية، وهى مفيدة بصفة عامة في الموضوعات التى يتم تعلمها لفظياً وتحتاج الى كم كبير من المعلومات، ويعتمد هذا النوع من البرامج على أسلوب التغذية الراجعة الذى قد يكونفي صورة تعزيز     Reinforcement  أو توبيخ بسيط حيث يُطلب من المتعلم التفرغ لدراسة موضوع معين أو حل بعض التدريبات، كما يعمل هذا النوع من البرامج على استغلال إمكانات الكمبيوتر من مؤثرات صوتية وألوان ورسوم متحركة للإستحواذ على إنتباه الطالب وضمان استمرارهفي دراسته للبرنامج من ناحية أخرى فإن هذا النوع من البرامج يحتاج إلى وقت كبيرفي إعداده وتصميمه، كما تتطلب إعداد وتنظيم كم كبير من المعرفة بحيث تكون مناسبة لمستخدمى البرنامج، كما تحتاجفي إعدادها إلى أسلوب يجعل المتعلم يعتمد على نفسه ويفهم ما يقدم له من توجيهات وارشادات، ذلك لأن البرنامج لا يقدم المساعدة للمتعلم إلا عند طلبها، وبالرغم من تصميم هذه البرامج أساساً لتنمية المستويات المعرفية العليا لدى المتعلم إلا أنها لا تحقق ذلك دائماً.
ثانياً: برامج التدريب والمران Drill and Practice
يحتاج كثيراً مما يتعلمه الطلاب إلى بعض التدريبات وحل المشكلات لتحسين عملية التعلم ولزيادة مستوى التحصيل، كما تُعد هذه التدريبات مهمة لتنمية بعض المهارات وذلك لتعريف المتعلم بأخطائه ولتقديم الأساليب العلاجية المناسبة له، وبذلك يمكن من خلال هذه البرامج تقديم المكونات الثلاثة الأساسية لدورة التعلم وهى التدريب والتغذية الراجعة والعلاج، وتتميز هذه البرامج عن أساليب التدريب التقليديةفي تقديمها المستوى المناسب من التدريبات للطالب، حيث تقدم لهفي البداية مجموعة من الاختبارات القَبلية لتحديد مستواه ثم تقدم التدريبات أو المشكلات المناسبة لهذا المستوى ثم تنتقل به لمستوى أعلى، وهى بذلك تراعى مبدأ الفروق الفردية بين الطلاب والذى لا نستطيع مواجهته بالأساليب التقليديةفي الغالب، وأهم ما يميز برامج التدريب والمران هو تقديمها للتغذية الراجعةفي الحال ليتعرف الطالب على صحة استجاباته مما يعزز التعلم لديه بشكل كبير ومن خلال هذه النوع من البرامج يمكن التركيز على مهارة معينة وتقديم العديد من التدريبات عليها ولكن هذه المهارة التى يتدرب عليها الطالب لا يتــــم تعلمها لأول مرة بل سبــق له تعلمهـــا من خلال أســاليب أخـرى أو البرامج المعلمة Software Tutorial حيث يتم هنا تنميتها ورفع مستوى آداء المتعلم فيها.
خصائص برامج التدريب والمران
تقدم هذه البرامج فرصة كبيرة للمتعلم للتدريب على مهارة معينة أو لمراجعة موضوعات تعليمية معينة بغرض تلافى أوجه القصورفي المتعلم، وهى فرصة جيدة للتغلب على المشكلات التى تواجه الطلابفي أساليب التدريب العاديةفي الفصل كالخوف أو الخجل أو الفروق الفردية، وتصبح برامج التدريب أكثر فاعلية إذا ما كانت الاجابة التى يبديها الطالب قصيرة ويمكن تقديمها بسرعة مما يزيد من فرصة تحقيق الهدف الأساسى من التدريب ويقلل من فرصة وجود أخطاء، فبعض الاجابات قد تكون معقدة تحتاج لإجراء بعض العمليات الأولية للوصول إلى الحل النهائى، لذا يجب تحليل المهارة إلى مجموعة من المهارات الأولية وتقديم التغذية الراجعة عن كل مهارة،و تعمل برامج التدريب والمران على تغيير الأنماط التقليدية لتقديم المشكلات للطلاب وذلك عن طريق توظيف المؤثرات الصوتية والألوان والرسوم المتحركة والعديد من امكانات الكمبيوتر والتى تجعل عملية التدريب ممتعة وخاصة إذا ما اقترنت بتصميم مرن ومنطقى للبرنامج مما يتيح العديد من الاختيارات أو البدائل أمام المتعلم كتحديد مستوى صعوبة البرنامج أو سرعة تتابع فقراته أو طبع نتائج الطالب وتحديد مستوى تقدمه أو تشغيل أو ايقاف الصوت أو الرسوم المتحركة.
مميزات وعيوب برامج التدريب والمران
من أهم مميزات هذه البرامج تقديم الفرصة للتحكم الدقيق والموجه لتنمية مهارات معينة وتقديم التغذية الراجعة الفورية وتوجيه المتعلم عن طريق أسلوب علاجى لتنمية مهارات معينة تُعد أساسية لإجادة المهارة الأساسية وهذا ما تعجز عنه الأساليب التقليدية، وهى بذلك تعتبر معلم يتعامل مع كل طالب على حده لتدريبه على مهارة معينة وتقديم الحل الصحيح له في الحال، ومن أهم عيوب هذه البرامج أنها تعتمد على إختبارات" الإختيار من بين متعدد" لا على استقبال إستجابات الطالب التى يُنشأها بنفسه، وبذلك فإن هذه البرامج لها قدرة محدودة على تقييم آداء المتعلم.
ثالثاً: برامج المحاكاة Simulation
يقصد بالمحاكاة عملية تمثيل أو نمذجة أو إنشاء مجموعة من المواقف تمثيلاً أو تقليداً لمواقف من الحياة حتى يتيسر عرضها والتعمق فيها لإستكشاف أسرارها والتعرف على نتائجها المحتملة عن قرب، وتنشأ الحاجة إلى هذا النوع من البرامج عندما يصعب تجسيد حدث معينفي الحقيقة نظراً لتكلفته أو لحاجته إلى إجراء العديد من العمليات المعقدة، وعن طريق برامج المحاكاة أمكن تمثيل الكثير من مشكلات الحياة وأسرارها مثل تأثير السياسة التى تتبناها الدولة نحو الطاقة على اقتصاد الدولة، كما يمكن تقديم أى نظام أو مجموعة من المواقف والحقائق عن طريق توضيح بعض المعادلات التى توضح كيف تتفاعل مكونات هذا النظام.
خصائص برامج المحاكاة :
برامج المحاكاة الجيدة هى التى تقدم سلسلة من الأحداث الواضحة للمتعلم والتى تتيح له الفرصة للمشاركة الإيجابية في أحداث البرنامج، وتقدم له العديد من الاختيارات التى تناسبه كما تستعين بالصور والرسوم الثابته و المتحركة الواضحة والدقيقة كما توجه المتعلم التوجيه السليم لدراسة تعتمد على تحكم المتعلمفي بيئة التعلم مع توفير قاعدة كبيرة من المعلومات التى يمكن أن يلجأ إليها لتعاونهفي فهم الموضوع محل الدراسة.
مميزات وعيوب برامج المحاكاة :
تتميز برامج المحاكاة بأنها تقدم مواقف تعليمية غير تقليدية بالنسبة للمتعلم وذلك بشكل يثير تفكيره و يستخدم إمكانات الكمبيوتر المتقدمة والتى لا تتمتع بها الوسائط الأخرى، كما يمكن من خلالها دراسة العمليات والإجراءات التى يصعب دراستها بالطرق التقليدية، كما تتيح الفرصة لتطبيق بعض المهارات التى تم تعلمهافي مواقف ربما لا تتوافر له الفرصة لتطبيقهافي بيئة حقيقية، وفي معظم الحالات فإن الموقف يكون مناسباً للتعلم والتدريب على المهارات مع الكمبيوتر والذى يشبه إلى حد كبير العالم الحقيقي.
من ناحية أخرى فإن برامج المحاكاة تتطلب قدراً كبيراً من التخطيط والبرمجة لتصبح فعالة ومؤثرة وشبيهة بالظروف الطبيعية، كما أنها تتطلب أجهزة كمبيوتر ومعدات Hardware ذات مواصفات خاصة وذلك لتمثيل الظواهر المعقدة بشكل واضح، كما تحتاج إلى فريق عمل من المعلمين والمبرمجين و علماء النفس وخبراء المناهج وطرق التدريس و خبراء المادة ولا يخفى مافي ذلك من وقت وجهد وتكلفة مادية كبيرة.
برامج الألعاب التعليمية Instructional Games  
تعتمد ألعاب الكمبيوتر التعليمية على دمج عملية التعلم باللعبفي نموذج ترويحى يتبارى فيه الطلاب ويتنافسون للحصول على بعض النقاط ككسب ثمين، وفىسبيل تحقيق مثل هذا النصر يتطلب الأمر من المتعلم أن يحل مشكلة حسابية أو منطقية أو يحدد تهجئة بعض المفرادات أو يقرأ ويفسر بعض الإرشادات أو يجيب عن بعض الأسئلة حول موضوع ما، ومن خلال هذا الاسلوب تضيف الألعاب التعليمية عنصر الإثارة والحفز إلى العمل الدراسى، وعادة ما تأخذ الألعاب التعليمية الشكل الذى يجذب المتعلم ويجعله لا يفارق اللعبة دون تحقيق الهدف أو الأهداف المطلوبة، وهى تعتمد أساساً على مبدأ المنافسة Competition لإثارة دافعية المتعلم كما تعتمد على إمكانات الكمبيوتر التعليمية عندما يصبحفي الإمكان تقويم آداء المتعلم عن طريق بعض التدريبات التى يتم التعامل معها بشكل غير مباشر مما يزيد من احتمال تحقيق أهداف الدرس .
خصائص برامج الألعاب التعليمية :
تتشابه الألعاب التعليمية في خصائصها إلى حد كبير مع خصائص برامج المحاكاة والتدريب والمران، فعلى المتعلم أن يعرف دوره بوضوح للمشاركةفي اللعبة وأن يعرف الهدف من اللعبة، ولكى يكون البرنامج فعال فإنه ينبغى أن يكون قوة حفز لاستثارة حماس المتعلم للعمل لأطول فترة وأن يستخدم الرسوم المتحركة والألوان والموسيقى والمنافسة كأساس لعناصر اللعبة، كما يجب أن يتضح الهدف النهائى من اللعبةفي ذهن المتعلم ليعمل على تحقيقه بوضوح ويستخدمفي ذلك المعلومات والإرشادات التى توضح الطريق الذى عليه أن يسلكه.
مميزات وعيوب برامج الألعاب التعليمية :
من أهم مميزات برامج الألعاب التعليمية هى إثارتها للمتعلم بشكل يدفعه للمشاركة الفعالةفي الدرس ويثتثير طاقاته من أجل مواصلة العمل مع البرنامج والتغلب على الملل أو الرتابة التى قد تصيبه من جراء دراسة بعض الموضوعات الغير محببة أو المجردة بالنسبة له، من ناحية أخرى تقدم بعض هذه البرامج الصور والمؤثرات الصوتية والتى تظهر أحياناً عند حدوث استجابة خاطئة مما يُعد تعزيزاً لإستجابة المتعلم بالإضافة إلا أن هذه البرامج تنمى جزءاً صغيراً أو قدراً قليلاً من المهاراتفي وقت كبير نسبياً ومن خلال العديد من الاجراءات.
مما سبق يتضح أن هناك عدة أنواع لبرامج الكمبيوتر التعليمية و يعتمد نوع البرنامج على أسلوب تقديم أو عرض المادة التعليمية للمتعلم وعلى مشاركة الطالبفي أحداث البرنامج وعلى الهدف من و طبيعة الموضوع الدراسى، فقد يكون الهدف هو تعلم بعض المفاهيم والحقائق (البرامج المُعلمه - برامج المحاكاة) أو التدريب على بعض المهارات (التدريب والمران - الألعاب التعليمية)، ولا يعنى ذلك أن هناك حدوداً فاصلة بين كل نوع من الأنواع السابقة ولكن يمكن أن يحتوى برنامج واحد على خصائص برنامجين أو أكثر من أنواع البرامج السابقة وذلك لتحقيق أهداف معينة قد يصعب تحقيقها من خلال أحد الأنواع منفرداً أو للتغلب على صعوبة معينةفي حالة استخدام نوع معين من البرامج بمفرده أو لإثراء عملية التعلم، أو للجمع بين مميزات نوعين من مختلفين من البرامج لتصبح أكثر فعالية أو تأثيراًفي المتعلم.
مما سبق يمكن استنتاج أنه مهما كان أسلوب استخدام الكمبيوترفي التعليم (كأداة لتقديم المواد الدراسية أو كوسيلة تعليمية أو كأداة لحل المشكلات) ومهما كانت نوعية البرامج المستخدمة (البرامج المعلمة أو برامج التدريب والمران أو المحاكاة أو الألعاب التعليمية ) فإنه يمكن تصنيف برامج الكمبيوتر المستخدمةفي التعليم إلى خمسة أنواع رئيسة هى :
1)   برامج التطبيقــــــــــات Applications Software
2)   البرامج الــتعلـيمــــــية Tutorial Software
3)   لـغـــــات البرمــجـــــة Programming Languages
4)   برامج العروض المتعددة Multimedia Software
5)   برامج خِــــدمـة المعــلم  Software Teacher Utilities   

1)   برامج التطــبيقـات
وهي لا تُصَمم خصيصاً للطالب بل تُصَمّم للأغراض العامة، وهى تُعد من أكثر الأنواع حظاًفي تطبيقاتها داخل الفصول، فيمكن استخدامها كأداة لحل المشكلات أو كأداة لتوضيح وتفسير الموضوعات الدراسية، ومثال هذه البرامج برامج معالجة الكلمات Word Processor والتى يمكن استخدامهافي كثير من المجالات الدراسية لكتابة المقالات والتقارير.
ويُعَد استخدام هذه البرامج بمهارة من المتطلبات الأساسية التى ينبغى أن يُتقنها الطالب لحاجته المستقبلية لها، فعلى سبيل المثال تمتلك برامج معالجة الكلمات إمكانات متقدمة تَحول دون كثير من المشكلات التى تقع داخل الفصل، فهى لها القدرة على كتابة النصوص باللغات المختلفة والمعادلات الجبرية و مراجعتهتا إملائياً و نحوياً و إجراء عمليات البحث المختلفة داخل النص،كما توجد برامج الجداول الإلكترونية أو الجداول الممتدة Spread Sheets وبرامج الرسوم Graphics و التى تستخدمفي دراسة الرياضيات والعلوم لتحليل البيانات وإجراء العمليات المختلفة عليها وتمثيلها بيانياً بعدة أنماط مختلفة وإنشاء الرسوم الهندسية، كما ظهـــرت برامــــج الاتصالات Communication والتى تستخدمفي تبادل المعلومات والحصول عليها من العديد من الأماكن المختلفةفي العالم، وهي بذلك تتخطى الحواجز الجغرافية، كما يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في تعليم الطلاب المعاقين وذلك عن طريق اتصالهم بالآخرين بواسطة شبكات الكمبيوتر Network، ومع استخـدام هذا النوع من البرامج ظهــرت بعض المشكلات داخل الفصل الدراسى، فمن المفروض أن يجُيد الطالب مهارات استخدام هذه البرامج قبل استخدامهافي التعلم داخل الفصل كما ينبغى توافر جهاز لكل طالب أو طالبين على الأكثر و هذا مالا يمكن توفيره داخل كل فصل و لجميع الطلاب.
2)   البرامج التعليمية
وهى للإستخدام داخل الفصول المدرسية وقد صُمّمت خصيصاً لتدريس الموضوعات والمهارات المختلفة، ومن هذه البرامج البرامج المُعلمة وبرامج التدريب والمران وبرامج المحاكاة والألعاب التعليمية، وهى تركز على عملية تفريد التعلم والإستعانة بالتغذية الراجعة لدعم عملية التعلم ويركز مصمموا هذا النوع على دورهافي تحسين عملية التعلم وجعله فعالاً، وقد أكدت العديد من الأبحاث قدرة برامج الكمبيوتر التعليمية على زيادة مستوى تحصيل الطلاب وتنمية مهاراتهم بالرغم من توقف ذلك على العديد من العوامل والتى من أهمها حماس المعلم وقدرته على توظيف البرنامج بالشكل الصحيح، وهى تستخدم أحياناً لمساعدة الطلاب بطىء التعلم أو الذين يعانون من صعوبات تعلمفي بعض الموضوعات الدراسية، ومن أهم ما يشغل مصممى هذه البرامج هو كيفية استخدامها بشكل متكامل مع المنهج ومع الأنشطة المختلفة واستخدامهافي مجموعات صغيرة أو كبيرة أو للتعليم الفردى.
3)   لغات البرمجة
في بدايات ظهور الكمبيوتر التعليمى كان هناك إتجاه عام وقوى تمثل في تعليم الطلاب برمجة الكمبيوتر بصفة عامة و تعلم البرمجة بلغة البيسك Basic  بصفة خاصة وقد كان سبب ذلك هو الإعتقاد بحاجة الطلاب الماسة لتعلم كيف يعمل الكمبيوتر وأسلوب التخطيط لحل المشكلات المختلفة بمساعدة الكمبيوتر، وقد تعدل هذا الإتجاه و أصبح استخدام الكمبيوتر عن طريق برامجه التطبيقية -والتى يحتاجها المتعلم أكثر من تعلم لغات البرمجة- هو الهدف الذى يسعى التربويون إلى تحقيقه، وتعلم لغات البرمجة ليس غايةفي حد ذاته بل هى أسلوب لتعليم الطلاب أساليب التفكير والتخطيط المنطقى لحل المشكلات و تطبيق أفضل الحلول عن طريق وضع خوارزمية Algorithm لحلها مستندين في ذلك إلى خبراتهم الدراسية وإلمامهم بالحقائق والنظريات المختلفة، فالطالب الذى يصمم برنامج لرسم الشكل السداسى يجب أن يلم بالعديد من أوامر لغة اللوجو Logo مثلاً وفى نفس الوقت يجب أن يكون على دراية بخواص الشكل السداسى.
4)   برامج العروض المتعددة
حدث تطور كبير جداًفي السنوات العشر الماضيةفي مجال تطبيقات الصوت والصور الثابته والمتحركة المدارة بالكمبيوتر، ولم يقتصر استخدام الكمبيوتر على عرض النصوص والرسوم بل استخدمفي مشاهدة عروض الفيديو الحية المدعمة بالمؤثرات الصوتية، كما أمكن التحدث للكمبيوتر وتسجيل هذه المحادثات وسماع التوجيهات التى يصدرها الكمبيوتر، وقد أتاحت تكنولوجيا وسائط التخزين - كأقراص الليزر CD- ROM  وأقراص الفيديو Video Disks والتى تعمل على أجهزة فيديو خاصة تسمى Video Player - الفرصة لتخزين كم كبير من الصور الثابتة والمتحركة ولقطات الفيديو وسهولة إسترجاعها لعرضها على شاشة الكمبيوتر، وتتميز هذه البرامج بقدرتها على توظيف الصوت والصورة والنصوص المتشعبة Hypertext  بشكل تفاعلى وجذاب جداً للمتعلم،ومن الأمثلة التعليمية على مثل هذا النوع الموسوعة المعروفة باسم Encarta وموسوعة Grolier Electronic Encyclopedia والتي تحتوي على واحد وثلاثون مجلداً من المعلومات على قرص ليزر واحد، وهي تستخدم نظم المحاكاة ولقطات الفيديو والرسوم المتحركة والصور في عرض المعلومات المختلفة كما تستخدم نظام النصوص المتشعبة، وهي تتطلب جهاز كمبيوتر ذو إمكانيات معينة كشاشة عرض ملونة ذات دقة عالية Hight Resolution و كرت صوت Sound     Card  مع مكبرات صوت و كارت فيديو Video Card.
5)   برامج خدمة للمعلم

ويطلق على هذا النوع البرامج "البرامج الفائدية للمعلم و إدارة الطالب" أو Teacher Utilities and Student Management Programs فالمعلم يقضى الوقت الكثيرفي عمل وتصحيح الإختبارات وإعداد خطة الدراسة وتنظيم أنشطة الطلاب ومراجعة الأعمال اليومية لذلك ظهرت العديد من البرامج التى يمكن أن تُزيح عن المعلم عناء القيام بالكثير من الأعمال وخاصة الروتينية منها، فمنها ما ينوب عن المعلمفي إعداد الإختبارات أو إعداد كشوف الدرجات للطلاب أو تحديد مستويات الطلاب أو الصعوبات التى يواجهونها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق