الاثنين، 3 أكتوبر 2016

• الحب قد يأتي فجأة، لكنه أبداً لا يذهب فجأة!

كلُّ الأشيَاء الجَميلةِ لها نِهَاية
تحس أن الدنيا كلها ملكها، وتشعر بقوة في ذراعيها، كأنها تستطيع أن تحتضن العالم بكل ما فيه، أو أن قلبها يتسع ليضم العالم ويخبئه داخلها، لتحمي هذه الفرحة الكبيرة المتدفقة خوفاً من أن تهرب، أو أن يصيبها الإعياء، أو أن يخذلها شيء، فترتد منكسرة إلى الصدر الذي حلم بها طويلا.

فلم تكن تتصور أن الأشواق سوف تنحسر أبداً، وما خطر على بالها أن الأمر سينتهي بالتسليم بالأمر الواقع!
كيف تنحسر الأشواق؟ كيف تطوى المشاعر؟ وكيف يتحول الحب إلى أمر غير بالغ الأهمية! وكيف يتحول الحب المورق المخضر إلى شيء باهت. ولأن كل المقاييس في عرفها غير الحب تسقط، ولأنها رأت لحظة أن السماء بجواره تمطر حباً، والأرض معه تنبت حبا، فقد انتابتها حالة من الذهول. كيف تنحسر الأشواق هكذا؟ وهل الحب ينتهي فجأة؟
الحب قد يأتي فجأة، لكنه أبداً لا يذهب فجأة!
هل المرأة تستغرق في الأحلام، وترى أن من البطولة الاستماتة في سبيل الحب، ومن ثم تجعله قضيتها الأولى تستميت في البحث عنه، وعندما تصل إليه، يصبح همها الأول والأخير أن تسقط أمامه قلاعها وحصونها؟
فالحب كالكائن الحي، يولد وينمو ويترعرع، ويصيبه التحول، ويمر بسنوات الصبا والعنفوان، وفي كل مرحلة له شكل وطريقة تعبير، فهو وليد عندما تكون العيون والشوق والرجفة هي التعبير عنه، وهو شاب في عنفوانه، عندما يكون وصلاً ولقاءً واتصالاً، وهو في النضج عندما يكون حناناً ورقة ورعاية وتفهماً ومغفرة وصبراً، وهو في الشيخوخة، عندما يكون الواحة والراحة، والذكريات والدفء والأشياء المشتركة، لكن أزمة المرأة أنها في الحب كما في الحياة، تريد أن تظل في مرحلة الصبا والعنفوان والشباب.
وهي في هذا متسقة مع لعبة المرأة في الحياة، تتفنن في البحث عن الحب، والسعي إليه، ثم عندما لا تنطبق حساباتها مع ما يأتي به هذا الحب، تسخط على الحب والوفاء والإخلاص.
لكنه يبقى حباً جميلا متدفقاً بالأشواق، والشوق لا ينحسر لكنه يهدأ ثم ينطفئ، وقد يشتعل بشكل آخر ووجه آخر.
أنور الياسين




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق