الجمعة، 8 سبتمبر 2017

• عظماء أنجبتهم أكسفورد

أكسفورد.. جلال العلم وأبهة التاريخ.. توجت أبناءها من مشاهير الفن والأدب، فسطع منهم جلادستون وتاتشر وأنديرا غاندي سياسيين وروبرت بويل من العلماء وأووز من الشعراء. وطردت من فردوسها، حتى الحرق؛ من أبنائها ريدي ولاتيمر وكرامنر.. ولم ينج أوسكار وايلد من عقابها الفظ.. إنها رحلة مع عظماء أوكسفورد.

تتجلى أهمية أكسفورد السياسية، فضلا عن الأكاديمية في أنها كانت عاصمة بريطانيا لثلاث سنوات ونصف خلال الحرب الأهلية 1642- 1646 على عهد الملك شارل الأول (1600- 1649) الذي تسلم العرش سنة 1625 وجعل مقره في كلية كنيسة السيد المسيح Christ Church  حيث كان يستقبل السفراء ويعقد اجتماعات البرلمان المعين من قبله، وكان أهالي أكسفورد منقسمين على أنفسهم، ولكن الأكثرية كانت موالية للملك وعلى رأسها "لود" Laud كبير الأساقفة ورئيس جامعة أكسفورد يومذاك، وكان موقع أكسفورد استراتيجيا حصينا، ولاسيما في موسم الشتاء، ولكونها مدينة ريفية ذات مروج وحقول فقد كان تزويد الأسلحة والمعدات ميسرا للميليشيات، وخصص شارل قاعة الكلية للإجراءات الرسمية، وكان في الكلية ذاتها محاكم ومجلس استشاري، وفيها احتشد كبار رجال الدولة، وأقام الملك دارا لسك النقود، وأصبحت المدارس مخازن للحبوب، وفرضت الضرائب الباهظة على الكليات والأفراد وأمرت بتزويد ما لديها من أدوات فضية لسك العملة.
الجدار الفاصل
وفي سنة 1643 قدمت الملكة هنريتا من شمال انكلترا حيث كانت تقوم بالدعوة لصالح زوجها، فجعل الملك محل إقامتها في كلية ميرتون   Merton  وفتح منفذ في جدار الحديقة الفاصلة بين الكليتين بحيث يمكن لكل منهما أن يزور الآخر سرا، على أن هذا الوضع لم يدم طويلا، فقد نصحت الملكة بالانتقال إلى منطقة ريفية غربي أكسفورد لتضع طفلتها.
وقد حصن جسر ماجدولين ووضعت المعدات في برج الكلية الجديدة New Colleg.  ولكن معركة نيسيبي Nasebey كانت فاصلة في غير صالح الملك، فعاد شارل إلى أكسفورد ليقضي فصل الشتاء، ولم يبق معه إلا القليل من الأتباع، وفي السادس والعشرين من نيسان (أبريل) سنة 1646 ترك شارل أكسفورد للمرة الأخيرة متنكرا في زي خادم عن طريق جسر ماجدولين، وبعد شهر اكتسحت قوات البرلمانيين المدينة بدون أي مقاومة تذكر وألقي القبض على شارل وحوكم وأعدم سنة 1649.
مشاهير أكسفورد
هذه لمحة تاريخية عن أهم دور لعبته أكسفورد في التاريخ البريطاني، وأكسفورد بالنسبة للعالم الأنكلوسكسوني هي (مع حفظ الفارق) بمثابة مكة بالنسبة للعالم العربي والإسلامي، فكل ما يحمل طابع أكسفورد فيه التكريم والتعظيم إن لم نقل القداسة والبركة.
وقد أنجبت جامعة أكسفورد، العديد من المشاهير بينهم ما لا يقل عن اثنين وعشرين رئيسا للوزراء منهم روبرت بيل Robert Peel مؤسس حزب المحافظين، ووليم جلادستون، وراندولف تشرشل (أما ونستون تشرشل فقد ولد في بلينهايم إحدى رياض أكسفورد ولم يدرس في جامعتها) وكليمنت إتلي وأنطوني إيدن (وقد درس اللغات الشرقية) وهارولد مكملان وإدوارد هيث وهارولد ويلسون ومارغريت تاتشر، ومن غير الإنكليز: أنديرا غاندي وبيناظير بوتو ووالدها ذو الفقار علي بوتو (الذي رفضت جامعة أكسفورد منحه الدكتوراه الفخرية إثر مظاهرات صاخبة قام بها الطلبة) وملك النرويج الذي درس في كلية باليول وبوب هوك Bob Hawke رئيس وزراء أستراليا. ودرس فيها كذلك طائفة من العلماء والكتاب والشعراء، ومن أبرز العلماء روبرت بويل Robert Boyle 1691 - 1627 أبو الكيمياء الحديثة وصاحب القانون المعروف بقانون بويل القائل بأنه "إذا بقيت حرارة الغاز ونوعيته ثابتة فإن حجمه يتباين عكسيا مع الضغط" وقد وضع هذا القانون عندما كان في أكسفورد بجوار (الكلية الجديدة).
ومن الغريب العجيب أن معظم عباقرة أكسفورد - إن لم أقل كلهم - ليسوا مواليد أكسفورد، بل جاءوا إليها من الخارج فتألق نجمهم فيها من أمثال آودن 1973 - 1907 W.H.Auden. وشاعر البلاط جون بيتجيمان John Betjeman 1906 - 1984  وروبرت بويل الطفل الرابع عشر لإيرل يورك، ولويس كارول (1832 - 1898) مؤلف القصة الشهيرة "مغامرات أليس في أرض العجائب" Alice's Adventure in Wonderland  إلى آخر القائمة الطويلة التي تضم العشرات من أمثال هؤلاء.
ومن الغريب العجيب أيضا أن ينكب الكثيرون من هؤلاء إما باستشهادهم كتوماس كرامنر Thomas Cramner 1556 - 1489 وهيو لاتيمر Hugh Latimer 1555 - 1485 ونيكولاس ريدلي Nicolas Ridley 1555 - 1502  الذين أحرقوا جميعا أيام حركة الإصلاح الديني في القرن السادس عشر، ولا يزال هناك صليب قائم في موضع حرقهم في برود ستريت Broad Street في قلب مدينة أكسفورد، قبالة كلية باليول. ووجد القضاة صعوبة في إعدام كرامنر لأنه كان يشغل منصب رئيس أساقفة كنتربري الذي هو المرجع الأعلى للكنيسة الإنكليزية، وهو في بريطانيا بمثابة البابا في إيطاليا، لذلك أرجئ حرقه ستة أشهر بعد زميليه: ريدلي (مطران لندن) ولاتيمر (مطران ورسزتر)، وكان الثلاثة قد درسوا وتخرجوا في جامعة كمبردج وسجنوا بأمر الملكة ماري تيودور الكاثوليكية في برج لندن وأمرت بمحاكمتهم في أكسفورد ظنا منها بأن أكسفورد أميل إلى البروتستانتية منها إلى الكثلكة، واجتمع جمهور غفير ساعة إحراق المطرانين، ومع أن "لاتيمر" كان في أسمال بالية فقد كان أشجع من "ريدلي" في أفخر ثياب المطارنة، إذ صاح به قائلا واللهيب يحرقهما معا: "اطمئن يا سيدي ريدلي وكن رجلا، فنحن اليوم نشعل لانكلترا بإذن الله شمعة أرجو أن تضيء أبد الدهر.. ولا تنطفئ".
لاتيمر والنهاية العاجلة
وقد جاءت نهاية لاتيمر بصورة عاجلة ربما لاختناقه بالدخان أو لاعتلال صحته وكبر سنه فقد كان شيخا في السبعين، فهو أكبر الثلاثة سنا.
وحاول كرامنر رئيس الأساقفة خلال الأشهر الستة التي أعقبت إحراق المطرانين أن يخاطب الناس على قدر عقولهم فيتراجع عما أفاد به آنفا، فلم ينفعه ذلك شيئا، بل عين الحادي والعشرون من آذار (مارس) موعدا لحرقه، وقد أدهش الجمهور المكتظ حول المحرقة برجوعه إلى حقيقة ما يؤمن به وأعلن أن توبته كانت صورية، ومد يمناه إلى اللهب قائلا: لتحترق أولا لأنها آثمة فقد كتبت خلاف ما يؤمن به قلبي! ومات بسرعة بعد أن احترقت يمناه بأكملها.
ومع أن أكسفورد منحت أوسكار وايلد (1854 - 1900) درجة الامتياز الأولى في اللاتينية والإغريقية فقد لحقته (لعنة أكسفورد) إذا صح التعبير، إلى لندن، لأنه أبى أن يمكث بعد تخرجه في كلية ماجدولين فترة أطول تحقيقا لرغبة أساتذته، ولم يشأ إلا الرحيل إلى لندن، وعندما سئل: ما الذي سيفعله هناك؟ أجاب: لا يعلم ذلك إلا الله، إلا أنني لن أصبح أستاذا في جامعة أكسفورد على كل حال. سأكون شاعرا.. كاتبا.. مؤلفا مسرحيا. سأكون بشكل أو آخر مشهورا، وإذا لم أصبح مشهورا فسأكون سيئ الصيت، وقد أصاب كلا الهدفين: الشهرة وسوء الصيت! فقد نصبت أكسفورد له الفخ فصار كالفراشة التي تحوم حول اللهب، وأخذ يتردد على كليته القديمة "مودلن" وهنا التقى باللورد ألفريد دوغلاس طالبا، فكانت المأساة وكانت كلمة أوسكار وايلد الخالدة: حادثان أثرا في مجرى حياتي أولهما عندما بعث بي والدي إلى أكسفورد، وثانيهما عندما بعث بي المجتمع إلى السجن! والذي جنى على وايلد تأنقه المفرط في الكتابة والكلام عن الجمال.
وكان السبب المباشر في سجنه سنتين وموته المبكر في سن السادسة والأربعين، وفي اعتقادنا أنه لم يكن أكثر من إعجاب عذري بالجمال عامة! وقد جنى عليه القضاة الفكتوريون وانتقمت أكسفورد من الولد العاق فحولت شقة سكنه في "مودلن" إلى بار للجعة والمشروبات الروحية!
الملك التعيس
وعلى ذكر اللورد ألفريد دوغلاس فإن علاقة الأسرة المالكة بأكسفورد قديمة أقدم من ارتباط شارل الأول بها وهو الملك التعيس الذي أشرنا إلى ذكره في صدر هذا البحث، (وهو الآخر أحد ضحايا أكسفورد) فهنري الأول بنى قصر بومونت Beaumont Palace سنة 1130 وقد ولد ريكاردوس قلب الأسد فيه ولكن انمحى كل أثر له ولم يبق منه غير لوحة تشير إلى موقعه في شمال شارع بومونت بالقرب من كلية ووستر Worcester أو بالأصح قبالتها، وقد درس هنري الخامس في كلية الملكة Queen's College وذهب إلى كتدرائية أكسفورد في كنيسة بنزي Binsey ليصلي ويدعو الله أن يرزقه وريثا لعرشه، وبنزي هذه مشهورة بأنها أنجبت نيقولاس بريك سبير Nicholas Breakspear الذي أصبح فيما بعد البابا إدريان الرابع، وهو الإنكليزي الوحيد الذي وصل إلى رتبة البابوية، وقد نشأت أكسفورد في الأصل ملتفة حول كتدرائيتها التي أقامتها الأميرة السكسونية فريدزوايد Frdeswide إثر ملاحقة أمير فارس لها، فدعت الله أن ينقذها، فأصيب في الحال بالعمى فأشفقت عليه ودعت الله أن يعيد إليه بصره فجاءها الوحي أن اغرزي عصاك في الأرض ينبثق منها ماء يلعق بالعصا، امسحي به عينيه يعد مبصرا كما كان، ففعلت ما أمر به الوحي فشفي الأمير وتزوجها، وأقامت
كتدرائية بالقرب من البئر المباركة نشأت حولها مدينة أكسفورد.. ولا عجب فلكل مدينة أسطورة وليست أكسفورد في هذا بدعا بين المدن.
وبقيت أكسفورد موضع إعجاب الملكة اليزابيث الأولى والملك جيمس الأول وكان حكيما فاضلا وقد صرح في بعض زياراته للجامعة: لو لم أكن ملكا لاخترت أن أكون أستاذا!.
ودرس إدوارد السابع في كلية كنيسة السيد المسيح Christ Church وتلاه حفيده إدوارد الثامن الذي التحق بكلية مودلن التي أصبحت قبلة الأنظار بين الكليات، ويبدو أن العائلة المالكة بدأت تتشاءم من أكسفورد بعد تنازل الملك "الأكسفوردي" إدوارد الثامن عن العرش بسبب رغبته في الاقتران بالأمريكية المطلقة المسز سمبسون، فبدأت تبعث بأولادها إلى "المكان الآخر" كما يسمي الأكسفورديون جامعة كمبردج، ولعل الباحث في مصير الكثيرين من خريجي أكسفورد لا يستغرب ذلك، فقد لاحقت "لعنة أكسفورد"- خالقة العباقرة ومحطمتهم - الشاعر الرومانتيكي شيلي (1792- 1822) إذ طرد من "كلية الجامعة" بعد السنة الأولى من دراسته فيها بتهمة الإلحاد فقد ظهر كراس بعنوان "ضرورة الإلحاد" لم يحمل اسمه ولكن نسب إليه بالمشاركة مع صديق له وهو توماس هوك Thomas Hogg بالرغم من أن محتوى الكتاب لم يكن استفزازيا بقدر عنوانه، ولكن الكراس ظهر في الوقت الذي كان المفروض فيه أن ينتسب كل طلبة وأساتذة الجامعة إلى الكنيسة الإنكليزية فاستدعي شيلي للاستجواب فرفض الإجابة عن أي سؤال وجه إليه بينما اعترف هوك بكل شيء فطرد الاثنان معا. وكان قرار الطرد صدمة عنيفة بالنسبة لشيلي الذي اعتبر السنوات الأربع التي سيقضيها في الجامعة قصيرة، لما وجد فيها من متعة اجتماعية وثقافية، وقد أدى ذلك إلى القطيعة بينه وبين والده الذي كان من الأثرياء من أصحاب الأملاك والعقارات، إذ استنكر فعلة ولده وما آل إليه من مصير، ولاحقته لعنة أكسفورد فمات غرقا في إيطاليا.. في سن الثلاثين!
وكعادة جامعة أكسفورد التي تكافئ الذين نكبتهم بعد فوات الأوان تكفيرا عما قدمت من إساءة، أقامت له بعد طرده بثمانين عاما نصبا تذكاريا في "كلية الجامعة" التي أحبها وطرد منها، بهيئة تمثال بحجمه داخل تابوت رخامي ولا تزال مكتبة البودليان تحتفظ بنسخة من قصيدته "أغنية للريح الغربية" بخط يده.
العبقري الفلكي
مع ذلك فإن معاملة جامعة أكسفورد للعبقري الفلكي إيدموند هالي Edmund Halley 1656 الذي سمي المذنب المشهور باسمه - لم تكن أقل سوءا، فقد ترك كلية الملكة Queen's College ورحل إلي سانت هيلانة ليرسم خارطة فلكية للأجرام الثابتة، فلما عاد رفضت الجامعة منحه شهادة جامعية إلا بعد أن تدخل الملك شارل الثاني بنفسه فاضطرت الجامعة إلى منحه شهادة الماجستير سنة 1678 احتراما لرغبة الملك الذي قدر عبقريته أكثر من الجامعة!
كان هالي من ذوي المواهب العالية، فقد تعلم العربية بنفسه في سن التاسعة والأربعين ليترجم بعض الكتب الفلكية من العربية إلى اللاتينية (لغة المثقفين يومذاك) وبلغ ذروة الشهرة سنة 1691 بفضل تتبعاته المتواصلة والمعونة التي قدمها لنيوتن في نشر بحوثه.
وعندما اقترح اسمه أستاذا للفلك في جامعة أكسفورد جوبه بمعارضة شديدة على أساس أنه يؤمن بالمادية وبأن العالم أبدي الوجود، وأنه مفسد لأخلاق الشبيبة (وهي نفس التهمة التي وجهت لسقراط) في حين أنه كان إنسانا لطيفا مستقيما. ولما كان من الضروري أخذ موافقة الكنيسة على تعيينه أخفق الاقتراح وحرم العالم الفلكي الشهير من أستاذية العلم الذي نبغ فيه، وفي ذلك نكبة كبيرة للطلبة الذين كانوا سيدرسون وينبغون على يديه، فقد درس الفلك وأحبه منذ نعومة أظفاره وجاء إلى أكسفورد طالبا دون العشرين ومعه تلسكوب من صنع يده طوله أربعة وعشرون قدما يتعرف به على بعض أسرار الكون!
وبعد تدخلات ووساطات من معجبيه ومقدري فضله عين أستاذا، للفلك.. بل للهندسة، فبنى مرصدا فلكيا فوق سطح منزله أفاد منه خلال سني 1705 - 1713، وفي سنة 1720 اعتزل منصب الأستاذية ليعمل في لندن ويستأنف تتبعاته الفلكية في الجمعية الملكية، وأعلن قبيل وفاته أن الكون لا متناه وبدون حدود، ولكنه مع كل ذلك لا يذكر اليوم إلا مقرونا - فحسب - بالمذنب هالي.
ولم يكن هالي بدعا في معاكسات جامعة أكسفورد، فهناك الشاعر سوينبرن الذي حرم من أي شهادة أكسفوردية، ولم يمنح دبليو. ايج. آودن W.H.Auden 1907- 1973 إلا المرتبة الثالثة في بكالوريوس اللغة الإنكليزية.. مع ذلك.. وبالرغم من ذلك.. فقد عين سنة 1956 أستاذا للشعر في جامعة أكسفورد لثلاث سنوات، خلفا للشاعر سي. داي لويس C.Day Lewis، وعلى إثر ذلك شاعت المقولة الذائعة الصيت: "أكسفورد تخلق العباقرة ولا تعترف بهم أو تعترف بهم بعد فوات الأوان".
ولعنة أكسفورد المدمرة معروفة واضحة في أكثر من حدث تاريخي، فإدوارد السابع لم يعتل العرش إلا في سن متأخرة، ولم يمكث عليه إلا لفترة قصيرة. وإدوارد الثامن اضطر للتنازل عنه، وتشرشل ربح الحرب وخسر الانتخابات، والمسز تاتشر خرجت من 10 داوننغ ستريت بعينين دامعتين، ولم يكن مصير أنديرا غاندي وذو الفقار علي بوتو وابنته بيناظير بأفضل من ذلك.
مع ذلك فقد أحبها الشعراء وتغنوا بها عبر العصور.

صفاء خلوصي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق